إعلان

الاثنين، 30 أغسطس 2021

لابغض ضربَ وجهك

 ورد عبد الله بن عمر ماء عسفان، وكان مولى لمعاوية عاملاً على عسفان، فجآء إلى ابن عمر فسلم عليه وقال له: والله إِني لأحبك في الله، فقال له ابن عمر: والله إِني لابغض ضربَ وجهك، فتكعكع، وقال: غفر الله لك يا أبا عبد الرحمن، قال: ما شأني؟ وجعل ابن عمر يضحك فقال له قائل: إنما يقول لك أكره ضربه.

كابوريا

 جاء شيخُ إلى طبيب، فقال: إني أشتكي فترة أعضائي وقلّة استمرائي، ووهناً في مفاصلي. فماذا أعمل؟! فقال الطبيب: إنَّ هذه العلة التي اعترتك تسمى كابوريا. قال: فما علاجها؟! قال الطبيب قابوريا. فقال: فسِّر لي. فقال له: هي الكبر وعلاجها القبر!!

هذا الطوفان ، وربِّ الكعبة

 سمع أعرابي أبا الـمكنون النحوي وهو يقول في دعائه يستسقي: (اللهم ربنا وإلهنا وسيدنا ومولانا، صلِّ على محمد نبينا، ومن أراد بنا سوءاً فأحط ذلك السوء به كإحاطة القلائد بأعناق الولائد، ثم أرسخه على هامته كرسوخ السجيل على هام أصحاب الفيل. اللهم اسقنا غيثاً مريعاً مجلجلاً مسحنفراً هزجاً سحاً سفوحاً طبقاً غدقاً مثعنجراً صخباً). فقال الأعرابي: يا خليفة نوح: هذا الطوفان ، وربِّ الكعبة، دعني حتى آوي إلى جبل يعصمني من الـماء!!

ما رأيت أحداً يُحب أحداً ويشتمه

 قال أبو علقمة النحوي لجارية كان يهواها: يا خريدة إخالُك عَروباً، فما بالُنا نمقك وتشنئينا؟! فقالت: ما رأيت أحداً يُحب أحداً ويشتمه، سواك!!

أصقعت العتاريف؟

 قال بشر بن حجر: انقطع إلى أبي علقمة غلام يخدمه، فأراد أبو علقمة البكور في حاجة، فقال: يا غلام، أصقعت العتاريف؟ فقال الغلام له: زقفيلم. قال أبو علقمة: وما زقفيلم؟ قال: وما العتاريف؟ قال: صاحت الديوك. قال: ما صاح منها شيءٌ بعد!!

تأمر بشيئاً

 قال رجلٌ لسعيد بن عبد الـملك الكاتب: تأمر بشيئاً. قال: نعم، بتقوى الله، وبإسقاط ألف شيء!!

هل لك أن تزيد عليها

 لقي غلامٌ أعرابيٌّ أبا العلا المعري، فقال له: مَنْ يكون الشيخ ؟ قال الـمعري: أنا أبو العلاء الـمعري شاعركم الـمعروف. فقال الغلام: أهلاً بالشاعر الفحل ذي القول الجزل، والرأي الفصل، أنت القائل في شعرك: 

وإنـي وإن كنت الأخير زمانُه .... لآتٍ بـما لـم تستطعه الأوائلُ؟!

قال أبو العلاء: نعم، أنا القائل ولا فخر. فقال الغلام: قول طيّب، وثقة بالنفس واعتداد، ولكن الأوائل قد وضعوا ثمانية وعشرين حرفاً هجائياً، فهل لك أن تزيد عليها حرفاً واحداً؟! فسكت أبو العلاء. وقال بعد ذلك: والله ما عهدتُ لي سكوتاً كهذا السكوت!!