إعلان

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

قل للمليحة في الخمار الأسود

قال الأصمعىّ : قدم تاجرٌ من أهل الكوفوفة المدينة بأحمزة فباعها كلها إلاّ السّود منها ، فلم تنفق ، وكان صديقاً للدرامىّ الشاعر ، فشكا ذلك إليه ، وقد كان الدرامىّ تنسّك ، وترك الشعر والغناء. فقال له : لا تهتمّ بذلك فإنّي سأنفقها لك حتى تبيع جميعها إن شاء اللّه تعالى ، ثم قال :

قل للمليحة في الخمار الأسود ...
                   ماذا صنعت بزاهدٍ متعبّد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ...
                    حتّى عرضت له بباب المسجد
ردّي عليه صيامه وصلاته ...
                    لا تقتليه بحقّ دين محّمد

فشاع قول الدرامىّ هذا في الناس : وقالوا : رجع الدرامىّ عن نسكه ، وعاد إلى فتكه ، فلم يبق في المدينة امرأة ظريفة إلا ابتاعت خماراً أسود حتى نفد ما كان منها مع العراقي ، فلما علم الدراميّ ذلك ، رجع إلى نسكه ولزم المسجد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق