إعلان

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

ألا أرى ثقيلاً مثلك

* جاء إبراهيم بن سيابة إلى بشار، فقال له: ما رأيت أعمى إلا وقد عُوّض عن بصره، إما الحفظ والذكاء، وإما حُسن الصوت، فأي شيء عُوضت أنت؟ فقال بشار: ألا أرى ثقيلا مثلك!

من طرائف الجاحظ


قال الجاحظ: ما أخجلني أحد إلا امرأتان، رأيت إحداهما في العسكر، وكانت طويلة القامة، وكنت على طعام، فأردت أن أمازحها. فقلت لها: انزلي كُلي معنا. فقالت: اصعد أنت حتى ترى الدنيا!
وأما الأخرى فإنها أتتني، وانا على باب داري، فقالت: لي إليك حاجة وأريد أن تمشي معي. فقمت معها الى أن آتت بي الى صائغ يهودي وقالت له: مثل هذا؟ وانصرفت. فسألت الصائغ عن قولها فقال: إنها أتت ألي بفص وأمرتني أن انقش عليه صورة شيطان! فقلت لها: يا ستي ما رأيت الشيطان؟ فأتت بك وقالت ما سمعت!

قال الجاحظ: سألني بعضهم كتاباً بالوصية الى بعض اصحابي، فكتبت له رسالة وختمتها، فلما خرج الرجل من عندي فضها فإذا فيها: كتابي إليك مع من لا اعرفه، ولا أوجب حقه، فان قضيت حاجته لم أحمدك، وان رددته لم أذمك. فرجع الرجل إلي فقلت له: كأنك فضضت الورقة؟ قال: نعم! فقلت: لا يضيرك ما فيها فانه علامة لي إذا أردت العناية لشخص. فقال: قطع الله يديك ورجليك ولعنك! فقلت: ما هذا؟ فقال: هذا علامة لي إذا أردت أن اشكر شخصاً.

قال الجاحظ: جاءني يوماً بعض الثقلاء فقال: سمعت أن لك ألف جواب مسكت، فعلمني منها؟ فقلت: نعم. فقال: إذا قال لي شخص، يا جاهل! يا ثقيل الروح، اي شيء أقول له؟ فقلت: قل له: صدقت! 

أعرابي مع جرير والفرزدق والأخطل


عن ابن الكلبي قال: دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلاثة، جرير والفرزدق والاخطل، فلم يعرفهم الأعرابي. 
فقال عبد الملك للأعرابي: هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام ؟ قال: نعم ! قول جرير: 

فَغُضَّ الطرف إنك من نُميرٍ
                فلا كعباً بلغت ولا كلِابا

فقال: أحسنت، فهل تعرف أمدح بيت قيل في الاسلام ؟ 
قال نعم ! قول جرير: 

ألستمُ خير من ركب المطايا
                وأندى العالمين بُطون راحِ

فقال: أصبت أحسنت، فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام ؟ 
قال: نعم ! قول جرير: 

إن العيون التي في طرفها حور
                قتلننا ثم لم يحيين قتلانا 

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
                وهن أضعف خلق الله إنسانا 

فقال: أحسنت، فهل تعرف جريرا ؟ قال: لا والله، وإني إلى رؤيته لمشتاق. 
قال: فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الاخطل !!

فقال الأعرابي هاجياً الأخطل والفرزدق:

فحيا الإله أبا حزرة .. وأرغَم أنفك يا أخطلُ

وجدُّ الفرزدق أتعس به .. ودق خياشيمه الجندل


فرد عليه الفرزدق:


بل أرغم الله أنفا أنت حامله ..

          يا ذا الخنا ومقار الزور والخطلِ

ما أنت بالحكم الترضّى حكومته ..

         ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

وزاد الأخطل آنفاً من مقولة الأعرابي:


يا شر من حملت ساق على قدم ..

              ما مثل قولك في الأقوام يحتملُ

إن الحكومة ليست في أبيك ولا ..

             في معشر أنت منهم إنهم سَفل

فرد عليهما جرير:


شتمتُما قائلا بالحق مهتديا ..

        عند الخليفة والأقوال تنتضلُ

أتشتمان سفاها خيركم نسبا ..

        ففيكما واللهِ الزور والخطل

شتمتُماه على رفعي و وضعكما ..

        لا زلتما في سفال أيها السفلُ

ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة آلاف ، فقال عبد الملك:
وله مثلها من مالي، فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج.

أبيات شعرية تبديل قوافيها يحول مديحها إلى هجاء


في المقامة الساحلية للشيخ ناصيف اليازجي، صاحب "مجمع البحرين" ، أبيات شعرية تبديل قوافيها يحول مديحها إلى هجاء:

أرى القاضي أبا حسن ***
                 إذا استقضيته عدلا

وإن جاءته مســــــــألة***
                 لطالب رفده بذلا

إمام لا نظـــــــــير له ***
                 نراه بيننا جبلا

قد اشتهرت خلائقه ***
                 فأصبح في الورى مثلا

وبعد تبديل القوافي تبدلت الحسنات بالسيئات على النحو التالي:

أرى القاضي أبا حسن ***
                 إذا استقضيته ظلمــا

وإن جاءته مســــــــألة***
                 لطالب رفده لــؤمــا

إمام لا نظـــــــــير له ***
                 نراه بيننا صـنمـــا

قد اشتهرت خلائقه ***
                 فأصبح في الورى عـدما

شكوى شاعر مع زوجته

ومن طرائف الشعراء ما قاله الحسن بن زياد الرصافي يشكو حاله مع زوجه:

شكوتُ فقالت: كل هذا تبرما***
        بحبي أراح الله قلبك من حبي

فلما كتمتُ الحب قالت لشد ما***
        صبرت وما هذا بفعل شجي القلب

وأدنوا فتعصيني فابعد طالبا***
        رضاها فتعتد التباعد من ذنبي

وشكواي تؤذيها وصبري يسؤوها***
        وتغضب من بعدي وتنفر من قربي

فيا قوم هل من حيلة تعرفونها***
        أشيروا بها واستوجبوا الشكر من ربي

حلم الأمير معن بن زائدة

الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته. 

فلما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:

أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ ***
         وإذ نعلاك من جلد البعير ِ 

فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي: 

فسبحان الذي أعطاك مُلكاً ***
         وعلّمك الجلوس على السرير ِ 

قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي:

فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً ***
         على معن ٍ بتسليم الأمير ِ 

قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال:

أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً ***
         ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ 

قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي:

سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها ***
         ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ 

قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال:

فَجُدْ لي يا ابن ناقصة بمالٍ ***
         فإني قد عزمتُ على المسير ِ 

قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال:

قليل ما أتيت به وإني ***
         لأطمع منك بالمال الكثير ِ 

قال: أعطوه ألفاً آخر.
فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:

سألت الله أن يبقيك ذخراً ***
         فما لك في البرية من نظير ِ 

فقال معن: أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة.

كوسا محشي


دُعيَ الدكتور شاكر الخوري الى غداء على مائدة الأمير سعيد الشهابي. وكان مما قُدِّم له كوسا محشي، تناول منه أولا وثانيا وثالثا هو يحاول عبثا أن يجد لحما في الحساء، فارتجل هذين البيتين: 

قد قيل إن المستحيل ثلاثة ****
                 ألان رابعة أتت بمزيد 

الغول والعنقاء والخل الوفي ***
                 واللحم في محشي الأمير سعيد

يضحك في عزاء


ذكر محمد بن أحمد الترمذي قال‏:‏ كنت عند الزَّجَّاج أعزّيه بأمه وعنده الخلق من الرؤساء والكتاب إذ أقبل ابن الجصاص فدخل ضاحكاً وهو يقول‏: الحمد لله قد سرني والله يا أبا إسحاق ...
فدهش الزجاج ومن حضر وقيل له‏:‏ يا هذا كيف سرك ما غمه وغمنا ..... فقال‏:‏ ويحك بلغني أنه هو الذي مات فلما صح عندي أنها هي التي ماتت سرني ذلك‏.‏ فضحك الناس جميعاً‏.‏ 

قصيدة عجيبة


قال الحريري:


بُنيَّ استقم فالعـود تنمي عروقه***
        قويما ويغشاه إذا ما التــوى التوى


ولا تطـع الحرص المذل وكن فتى ***
        إذا التهبت أحشاؤه بالطـوى طوى 


وعاص الهوى المردي فكم من محلق**
        إلى النجم لما أطاع الهوىهوى 

وأسعف ذوي القربى فيقبح أن يرى***
        على من إلى الحر اللباب انضوى ضوى


وحافظ على من لا يخون إذا نبا***
        زمان ومن يرعى إذا ما النـوى نوى


وان تقتدر فاصفح فلا خير في امرئ***
        إذا اعتلقت أظفاره بالشوى شوى


وإياك والشكوى فلم تر ذا نهى***
        شكا بل أخو الجهل الذي ما ارعوى عوى

هجاء بخيل


وقال ابن عبدربه في هجاء بخيل :

لا يفطر الناس من اكله ***
           لكنه صوم لمن افطرا

في وجهه من لؤمه شاهد ***
           يكفي به الشاهد ان يخبرا

لم يعرف المعروف أفعاله***
           قط كما لم ينكر المنكرا

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

بخيل وشاعر

دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما اصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :

تغير اذ دخلت عليه حتى ***
            فطنت .. فقلت في عرض المقال

علي اليوم نذر من صيام ***
           فأشرق وجهه مثل الهلال

وروحي بــعد فــي البـدن

طلب الشاعر ابن الرومي من صديق له أن يهديه ثوباً، فوعده به، ولكنه أبطأ في إنجاز وعده فقال يعاتبه:

جُعِلتُ فداك، لم أسألـــ ***
                كَ ذاك الثوب للكفــــــن

سألتكَــهُ لألبســـــــه ***
               وروحي بــعد فــي البـدن

هل للحمير شعور؟

علم الدكتور شاكر الخوري أن لجنة لانتقاء الشعراء أرادت ترسيبه في اختيار مقطوعة له دخلها في مسابقة. فاغتاظ، وأرسل للجنة هذه الأبيات: 

قد كان في فحص شعري ***
                         كر وجحش وعـير

لـو أن شعـري شعـير *** 
                        استطيبتـه الحمير

لكن شعري شعــــور ***
                       هل للحمير شعور؟

رجع بخفي حنين

ساوم أحد الأعراب حنيناً الإسكافي على خفين، ولكنه لم يشترهما بعد جدلٍ طويل، فغاظ حنيناً جدل الأعرابي، فقام وعلّق أحد الخفين في طريق الأعرابي، ثم سار وطرح الآخر في طريقه، وكمن له. فلما مر الأعرابي ورأى أحد الخفين قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، فتقدّم ورأى الثاني مطروحاً، فندم على تركه الأول، فنزل وعقل راحلته، ورجع إلى الأول، فذهب حنين براحلته، ورجع حنين وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: ما الذي جئت به من سفرك ؟ فقال: جئت بخفي حنين.

غلب الطبع التطبع

حكى بعضهم قال: كنت في سفر فضللت عن الطريق، فرأيت بيتاً في الفلاة، فأتيته فإذا به أعرابيّة، فلما رأتني قالت من تكون؟ قلت ضيف. قالت أهلاً ومرحباً بالضيف، انزل على الرحب والسعة. قال فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت، وماءً فشربت، فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت. فقال من هذا ؟ فقالت ضيف. فقال لا أهلاً ولا مرحباً، ما لنا وللضيف، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت، فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة فلما رأتني قالت من تكون؟ قلت ضيف. قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف، ما لنا وللضيف، فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال من هذا ؟ قالت ضيف. قال مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى بطعام حسن فأكلت، وماء فشربت، فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت. فقال مم تبسمك فقصصت عليه ما إتفق لي مع تلك الأعرابيّة وبعلها، وما سمعته منه ومن زوجته، فقال لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي، وان بعلها أخو إمرأتي هذه، فغلب على كل طبع أهله.

المهم أن يأكل

خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة، فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام. وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال: ما حال ابني عمير، قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً. قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضاً. قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع. قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق. قال على ما يسرك. قال فالتفت إلى خادمه، وقال ارفع الطعام فرفعه، ولم يشبع الأعرابيّ، ثم أقبل عليه يسأله وقال: يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت. قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع، قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات. قال: أومات جملي زريق. قال نعم. قال وما الذي أماته ؟ قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير، قال أوماتت أم عمير قال، نعم. قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير. قال أومات عمير ؟ . قال نعم. قال وما الذي أماته ؟ قال سقطت عليه الدار. قال أوسقطت الدار قال نعم. قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً.

والله لا ذقته يا أعرابيّ

وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل على الأكل، ولم يعزم عليه. فقال له الأعرابيّ: أما اني قد مررت بأهلك. قال كذلك كان طريقك. قال وإمرأتك حبلى. قال كذلك كان عهدي بها. قال قد ولدت. قال كان لا بد لها أن تلد. قال ولدت غلامين. قال كذلك كانت أمها. قال مات أحدهما. قال ما كانت تقوى على إرضاع اثنين. قال ثم مات الآخر. قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه. قال وماتت الأُم: قال حزناً على ولديها. قال ما أطيب طعامك. قال لأجل ذلك أكلته وحدي، والله لا ذقته يا أعرابيّ.

ما لأبي حمزة لا يأتينـا

تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية، فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها، فمر بخبائها بعد حول وإذا هي تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول:

ما لأبي حمزة لا يأتينـا
يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نلد البنينا
تالله ما ذلك في أيدينــــا

وإنما نأخذ ما أعطينا 

فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها وقال: ظلمتكما ورب الكعبة.

أين التين ؟

أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين، فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين بكسائه والأعرابيّ يلاحظه، فجلس بين يديه فقال له الرجل: هل تحسن من القرآن شيئاً، قال: نعم، قال إقرأ، فقرأ: والزيتون وطور سينين، فقال الرجل فأين التين ؟ فقال الأعرابيّ: التين تحت كسائك !.

ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم

وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم: اسمي وثيق، وقال الآخر منيع، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد، فقال الأعرابيّ: ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم.

الحجاج وأعرابي

انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال: يا وجه العرب كيف الحجاج؟ قال: ظالم غاشم  قال: فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال: لعنه الله أظلم منه وأغشم، فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال: يا حجاج، قال: مالك، قال: السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد، فضحك وخلاه.

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

مزاح ابن عمر



  - عن نافع قال‏:‏ كان ابن عمر يمازح جارة له فيقول‏:‏ خلقني خالق الكرام وخلقك خالق اللئام‏.‏..فتغضب وتصيح وتبكي ويضحك ابن عمر‏.‏ 

شرط بين المعلم والصبيان



  - قال بعضهم‏:‏ مررت بمعلم الصبيان يضربونه وينتفون لحيته فتقدمت لأخلصه فمنعني وقال‏:‏ دعهم بيني وبينهم شرط إن سبقتهم إلى الكتاب ضربتهم وإن سبقوني ضربوني ، واليوم غلبني النوم فتأخرت ولكن وحياتك إلا بكرت غداً من نصف الليل وتنظر فعلي بهم... فالتفت إليه صبي وقال‏:‏ أنا أبات الليلة ها هنا حتى تجيء وأصفعك‏.‏ 

لئلا يذنب

ضرب معلم غلاماً فقيل لم تضربه فقال‏:‏ إنما أضربه قبل أن يذنب لئلا يذنب‏.‏ 

معلم وينبح

  - حدثنا محمد بن خلف قال‏:‏ قال بعض المجان‏:‏ مررت ببعض دور الملوك فإذا أنا بمعلم خلف ستر قائم على أربعة ينبح نبح الكلاب فنظرت إليه فإذا صبي خرج من خلف الستر فقبض عليه المعلم ، فقلت للمعلم‏:‏ عرفني خبرك ... قال‏:‏ نعم ، هذا صبي يبغض التأديب ويفر ويدخل إلى الداخل ولا يخرج وإذا طلبته بكى وله كلب يلعب به فأنبح له فيظن أني كلبه ويخرج إليه فآخذه ‏.‏ 

قاض أحمق

  - حدثنا أبي قال‏:‏ سأل المأمون رجلاً من أهل حمص عن قضاتهم قال‏:‏ يا أمير المؤمنين ، إن قاضينا لا يفهم ، وإذا فهم وهم ... قال‏:‏ ويحك ، كيف هذا ؟ قال‏:‏ قدم عليه رجل رجلاً فادعى عليه أربعة وعشرين درهماً فأقر له الآخر ، فقال‏:‏ أعطه ... قال‏:‏ أصلح الله القاضي، إن لي حماراً اكتسب عليه كل يوم أربعة دراهم ، أنفق على الحمار درهماً وعلي درهماً وأدفع له درهمين حتى إذا اجتمع ما له غاب عني فلم أره فأنفقتها ، وما أعرف وجهاً إلا أن يحبسه القاضي إثنا عشر يوماً حتى أجمع له إياها ... فحبس صاحب الحق حتى جمع ماله فضحك المأمون وعزله‏.‏ 

لا يفرق بين العم والخال



   -  قال المدائني‏:‏ استعمل حيان بن حسان قاضي فارس على ناحية كرمان فخطبهم فقال‏:‏ يا أهل كرمان تعرفون عثيمان بن زياد هو عمي أخو أمي‏.‏...فقالوا‏:‏ فهو خالك إذن ‏.‏ 

الأمير أخر الجمعة‏



   - عن علي بن هشام أنه قال‏:‏ كان للحجاج قاضٍ بالبصرة من أهل الشام يقال له أبو حمير فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من العراق فقال له ‏:‏ يا أبا حمير ، فأين تذهب ؟ قال‏:‏ إلى الجمعة... فقال‏:‏ ما بلغك أن الأمير قد أخر الجمعة اليوم ؟ فانصرف راجعاً إلى بيته  ، فلما كان من الغد ، قال له الحجاج‏:‏ أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة ؟ قال‏:‏ لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخر الجمعة فانصرفت‏.‏..فضحك الحجاج ،وقال‏:‏ يا أبا حمير أما علمت أن الجمعة لا تؤخر‏.‏ 

قاضٍ لا يميز بين المدح والهجاء


  - عن ابن الأعرابي قال‏:‏ خاصم أبو دلامة رجلاً إلى عافية  ، فقال‏:‏

لقد خاصمتني غواة الرجال...
                    وخاصمتهم  سنةً وافيه
فمن كنت من جوره خائفاً...
                    فلست أخافك يا عافيه


 فقال له عافية‏:‏ لأشكونك لأمير المؤمنين قال‏:‏ لم تشكوني ؟ قال‏:‏ لأنك هجوتني‏...قال‏:‏ والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك قال‏:‏ لم قال‏:‏ لأنك لا تعرف الهجو من المدح‏.‏.. عافية هذا هو ابن زيد القاضي ولاه المهدي القضاء على بغداد‏.‏ 

هذا الثلج أبرد من ذاك

 جاز بعض الأمراء المغفلين على بياع الثلج فقال‏:‏ أرني ما عندك فكسر له قطعة وناوله فقال‏:‏ أريد أبرد من هذا ، فكسر له من الجانب الآخر فقال ‏:‏ كيف سعر هذا  ؟ فقال‏:‏ رطل بدرهم ومن الأول رطل ونصف بدرهم... فقال‏:‏ زن من الثاني‏.‏