إعلان

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

حلم الأمير معن بن زائدة

الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته. 

فلما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:

أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ ***
         وإذ نعلاك من جلد البعير ِ 

فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه ... فقال الأعرابي: 

فسبحان الذي أعطاك مُلكاً ***
         وعلّمك الجلوس على السرير ِ 

قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك .. فقال الأعرابي:

فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً ***
         على معن ٍ بتسليم الأمير ِ 

قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت .. فقال:

أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً ***
         ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ 

قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء .. فقال الأعرابي:

سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها ***
         ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ 

قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة ... قال:

فَجُدْ لي يا ابن ناقصة بمالٍ ***
         فإني قد عزمتُ على المسير ِ 

قال: أعطوه ألفَ درهم ...... فقال:

قليل ما أتيت به وإني ***
         لأطمع منك بالمال الكثير ِ 

قال: أعطوه ألفاً آخر.
فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:

سألت الله أن يبقيك ذخراً ***
         فما لك في البرية من نظير ِ 

فقال معن: أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق