إعلان

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

أعرابي مع جرير والفرزدق والأخطل


عن ابن الكلبي قال: دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلاثة، جرير والفرزدق والاخطل، فلم يعرفهم الأعرابي. 
فقال عبد الملك للأعرابي: هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام ؟ قال: نعم ! قول جرير: 

فَغُضَّ الطرف إنك من نُميرٍ
                فلا كعباً بلغت ولا كلِابا

فقال: أحسنت، فهل تعرف أمدح بيت قيل في الاسلام ؟ 
قال نعم ! قول جرير: 

ألستمُ خير من ركب المطايا
                وأندى العالمين بُطون راحِ

فقال: أصبت أحسنت، فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام ؟ 
قال: نعم ! قول جرير: 

إن العيون التي في طرفها حور
                قتلننا ثم لم يحيين قتلانا 

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
                وهن أضعف خلق الله إنسانا 

فقال: أحسنت، فهل تعرف جريرا ؟ قال: لا والله، وإني إلى رؤيته لمشتاق. 
قال: فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الاخطل !!

فقال الأعرابي هاجياً الأخطل والفرزدق:

فحيا الإله أبا حزرة .. وأرغَم أنفك يا أخطلُ

وجدُّ الفرزدق أتعس به .. ودق خياشيمه الجندل


فرد عليه الفرزدق:


بل أرغم الله أنفا أنت حامله ..

          يا ذا الخنا ومقار الزور والخطلِ

ما أنت بالحكم الترضّى حكومته ..

         ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

وزاد الأخطل آنفاً من مقولة الأعرابي:


يا شر من حملت ساق على قدم ..

              ما مثل قولك في الأقوام يحتملُ

إن الحكومة ليست في أبيك ولا ..

             في معشر أنت منهم إنهم سَفل

فرد عليهما جرير:


شتمتُما قائلا بالحق مهتديا ..

        عند الخليفة والأقوال تنتضلُ

أتشتمان سفاها خيركم نسبا ..

        ففيكما واللهِ الزور والخطل

شتمتُماه على رفعي و وضعكما ..

        لا زلتما في سفال أيها السفلُ

ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة آلاف ، فقال عبد الملك:
وله مثلها من مالي، فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق