إعلان

الاثنين، 10 سبتمبر 2018

ما تــرى فيـما ترى !!



قال الأصمعي : أصابت الأعراب مجاعة، فمررت بأعرابي قاعد على قارعة الطريق وهو يقول:

يا ربُ إني قاعدٌ كما ترى....
           وزوجتي قاعدةٌ كما ترى

والبطنُ مني جائعٌ كما ترى....
           فما ترى يا ربنا فيما ترى!!

شعر لا قافية له !!



قال الأمين مرة لأبي نواس: هل تصنع شعراً لا قافية له؟ قال: نعم. وصنع من فوره ارتجالاً:

ولقد قلتُ للمليحة قُولي....
          من بعيدٍ لمن يحبُّكِ (إشارة: قُبلة)
فأشارت بمعصم ثم قالت....
          من بعيد خلاف قولي (إشارة: لا لا)
فتنفستُ ساعة ثم إني....
          قلت للبَغْل عند ذلك (إشارة: إمشِ)

فتعجب جميع من حضر المجلس من اهتدائه وحسن تأتيه وأعطاه الأمين صلة شريفة!!

الكنية كنيتي

قصد رجلٌ الحجّاج فأنشده:

أبا هشام ببابك....
           قد شمَّ ريح كَبابك

فقال: ويحك! لِـمَ نصبت: أبا هشام؟!
فقال الرجل: الكنية كنيتي، إن شئت رفعتها وإن شئت نصبتها!.

الأحد، 9 سبتمبر 2018

طرائف الطفيليين


خرج طفيلي مع نفر في سفر، فعزموا أن يُخرج كل واحد شيئاً للنفقة، فقال كل واحد: عليَّ كذا. فلما بلغوا إلى الطفيلي، قال لهم: عليَّ وسكت، فقالوا له: فإيش عليك؟! قال: لعنة الله. فضحكوا منه وأعفوه من النفقة وحملوه طول سفرهم!!



قيل: إنَّ سائلاً أتى إلى باب رجل من أغنياء أصبهان فسأل شيئاً، فسمعه الرجل، فقال لعبده: يا مبارك، قل لعنبر يقول لجوهر وجوهر يقول لياقوت وياقوت يقول لألماس وألماس يقول لفيروز، وفيروز يقول لمرجان ومرجان يقول لهذا السائل: يفتح الله عليك. فسمعه السائل، فرفع يديه إلى السماء وقال: يا رب: قل لجبرائيل يقول لعزرائيل* بأن يقبض روح هذا البخيل!!



قال رجل لطفيلي: ادُع لي. فقال: اللهم ارزقه صحة الجسم وكثرة الأكل ودوام الشهوة ونقاء المعدة وأمتعه بضرس طحون ومعدة هضوم مع السَّعة والدَّعة والأمن والعافية!!



قال طفيلي لآخر: إذا قعدت على مائدة وكان موضعك ضيقاً، فقل للذي يليك: لعلي ضيقت عليك!! فإنه يتأخر إلى خلف ويقول: سبحان الله، لا والله يا أخي موضعي واسع، فيتسع عليك موضع رجل!

* والصواب أنه لا يسمى بعزرائيل بل هو ملك الموت، كما في قوله تعالى:(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)

وصية طفيلي

كتب أحد شيوخ الطفيليين وصية لأصحاب التطفُّل من بعده، فقال:
هذا كتاب من فلان في صحةٍ من فهمه، وسقم من جسمه، وضعفٍ من عزمه، وأسفٍ على هضمه، عند آخر ساعةٍ من ساعات دنياه وأول وقت من أوقات أخراه، إلى جماعة الأكلة، ذوي النهم المتطفلين وأولي الطواحين الدائرة والشهوات الثائرة والأشداق الفسيحة والمبالغ الصحيحة.

أما بعـد:
فإني رأيت أهل هذه الصناعة قد قلّوا، ومُحصِّوا حتى ذلّوا فلم يبق لهم ذِكْرٌ إلا خمل، ولا نجمٌ إلا أفل، ولا علمٌ إلا فُقد، ولا نهِمٌ إلا أُتخم واستُشهد.
ونحن ننطق في كتابنا هذا إليكم بلسان الشّره الـمُليم، ونستمد لكم التوفيق من شيطان الـمعدة الرجيم.
فأول ما أفهمكم إياه وأُنفعكم معناه، معاشر الإخوان ورُفقاء الـمائدة والخوان: أن تعلموا أن من صَفُق وجهه رقَّ عيشه، ومن سعت قدمه طاب مطعمه.
وهذه وصيةٌ نبذتُ إليكم حكمها وفرضتُ عليكم تعلّمها: إنَّّ للطعام اغتنامات، وللتأخير آفات، فتخيروا من المواضع أفسحها ومن المجالس أفيحها، لتكون مِعدكم مطمئنة هادئة وأيديكم ذاهبة جائية، فلا يتعذر عليكم تناول ما قرُب من الأطعمة إليكم. وكونوا لذوات الـمرق إخواناً، فإنَّ لها أنواعاً من الطعوم وألواناً. وبادروا الحلواء ساعة طلوعها من جاماتها كالبدور في هالاتها. ولا تستقلوا في نيل إرادتكم، فطالـما خاصمتُ وخُوصمت، وزاحمت وزُوحمت، وصادمت وصُودمت ولاكمت ولُوكمت، حتى صلع رأسي وعمشت عيني.. به أوصيكم يا جماعة الأوداء والإخوان والله خليفتي على فكوككم القوية ومعدكم النارية. كتب يوم عيد النحر، ساعة توزيع لحم الأضحيات ووقت إدراك الهرائس.. وهو حسبي ونعم الوكيل!!

(مات الخليفة أيها الثقلان)

دخل بعضهم مسجد الكوفة يوم الجمعة، وقد نـما خبر الـمهدي أنه مات، وهم يتوقعون قراءة الكتاب عليهم بذلك.
فقال رافعاً صوته: (مات الخليفة أيها الثقلان) فقالوا هذا أشعر الناس، فإنه نعى الخليفة إلى الإنس والجن في نصف بيت. ومدَّ القوم أبصارهم وأسماعهم إليه، فقال مكمِّلاً: (فكأنني أفطرت في رمضان) فضحك الناس وصار لهذا الشاعر شهرة في الـحُمق!!

طهياثا

قال دعبل بن علي الخزاعي: اجتمعنا ونحن ثلاثة من الشعراء في قرية ذات بساتين وأشجار وارفة الظلال تسمى طهياثا، فشربنا واستمتعنا بهذه البساتين والحدائق ثم قلنا: ليقل كل واحد منا بيتاً من الشعر في يومنا هذا وفرحتنا تلك، فقال الأول:
نلنا لذيذ العيـش في طهياثا
فقال الثاني:
لـما حثثنا أقـدحاً ثـلاثـا
فارتج على الثالث: وأعجلناه، فجاء على لسانه، قوله:
وامـرأتي طالقــة ثـلاثا
ثم قعد يبكي وينتحب على تطليقه لزوجته، وقعدنا نضحك منه ونتعجب مـما اتفق!!

درهم وربع للركعة

دخل رجل يصلي الظهر وعنده خمسة دراهم، فجعلها أمامه، فرآها الذي بجانبه، فلما سجد أخذها له، فلما تمت الصلاة لم يجدها، فانصرف ولقيه رجل في باب المسجد، فقال: أصليتم؟! قال: نعم، درهم وربع للركعة، فادخل إن شئت!!

إِني لابغض ضربَ وجهك

وعن حميد بن قيس قال: ورد عبد الله بن عمر مآء عسفان، وكان مولى لمعاوية عاملاً على عسفان، فجآء إلى ابن عمر فسلم عليه وقال له: والله إِني لأحبك في الله فقال له ابن عمر: والله إِني لأبغض ضربَ وجهك، فتكعكع وقال: غفر الله لك يا أبا عبد الرحمن، قال: ما شأني؟ وجعل ابن عمر يضحك فقال له قائل: إنما يقول لك أكره ضربه.

طلق زوجته ثم ندم


وطلق الوليد بن يزيد زوجته سعدى، فلما تزوجت اشتد ذلك عليه وندم على ما كان منه، فدخل عليه أشعب فقال له: هل لك أن تبلغ سعدى عني رسالة ولك عشرة آلاف درهم، قال: أقبضنيها، فأمر له بها، فلما قبضها قال له: هات رسالتك، قال ائتها، فأنشدها:

أسعدى هل إليك لنا سبيل ...
                ولا حتى القيامة من تلاق
بلى ولعل دهراً أن يؤاتي ...
                بموت من خليلك أو فراق

قال، فأتاها أشعب، فاستأذن عليها، فأذنت له، فدخل، فقالت له: ما بدا لك في زيارتنا يا أشعب؟ فقال: يا سيدتي أرسلني إليك برسالة ثم أنشدها الشعر، فقالت لجواريها عليكن بهذا الخبيث فقال: يا سيدتي إنه دفع إلي عشرة آلاف درهم، فهي لك، واعتقيني لوجه الله، فقالت والله لا أعتقك أو تبلغ إليه ما أقول لك، قال: يا سيدتي فاجعلي لي جعلا قالت: لك بساطي هذا، قال: قومي عنه، فقامت: فأخذه، وألقاه على ظهره، وقال هاتي رسالتك، فقالت:

أتبكي على سعدى وأنت تركتها ...
                فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع

فلما بلغه الرسالة ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأخذته كظمة فقال لأشعب: اختر مني إحدى ثلاث إما أن أقتلك، وإما أن أطرحك من هذا القصر. وإما أن ألقيك إلى هذه السباع فتفترسك، فتحير أشعب وأطرق ملياً ثم قال: يا سيدي ما كنت لتعذب عيناً نظرت إلى سعدى، فتبسم وخلى سبيله. 

قاض وأب وابنه مغفلون


وأحضر رجل ولده إلى القاضي فقال: يا مولانا إن ولدي هذا يشرب ولا يصلي، فأنكر ولده ذلك، فقال أبوه: يا سيدي أفتكون صلاة بغير قراءة. فقال الولد إني أقرأ القرآن. فقال له القاضي، أقرأ حتى أسمع فقال:

علق القلب الربابا ... بعدما شابت وشابا
إن دين الله حق ... لا أرى فيه ارتيابا

فقال أبوه: إنه لم يتعلم هذا إلا البارحة، سرق مصحف الجيران وحفظ هذا منه، فقال القاضي، وأنا الآخر أحفظ آية منها وهي:

فارحمي مضنى كئيباً ... قد رأى الهجر عذابا

ثم قال القاضي: قاتلكم الله يعلم أحدكم القرآن ولا يعمل به.

الأصمعي وشيخ أعرابي


وحكى الأصمعي قال: ضلت لي إبل، فخرجت في طلبها، وكان البرد شديداً، فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء، وهو يرتعد من البرد وينشد:

أيارب إن البرد أصبح كالحاً ...
                وأنت بحالي يا إلهي أعلم
فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي ...
                ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم

قال الأصمعي: فتعجبت من فصاحته، وقلت: يا شيخ أما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير، فأنشد يقول:

أيطمع ربي في أن أصلي عارياً ...
                ويكسو غيري كسوة البرد والحر
فوالله لا صليت ما عشت عارياً ...
                عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة ...
                وإن غممت فالويل للظهر والعصر
وإن يكسني ربي قميصاً وجبة ...
                أصلي له مهما أعيش من العمر

قال: فأعجبني شعره وفصاحته، فنزعت قميصاً وجبة كانا علي ودفعتهما إليه، وقلت له: البسهما وقم، فاستقبل القبلة، وصلى جالساً وجعل يقول:

إليك اعتذاري من صلاتي جالسا ...
                على غير ظهر مومياً نحو قبلتي
فمالي ببرد الماء يا رب طاقة ...
                ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي
ولكنني أستغفر الله شاتياً ...
                وأقضيكها يا رب في وجه صيفتي
وإن أنا لم أفعل فأنت محكم ...
                بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي

قال: فعجبت من فصاحته، وضحكت عليه وانصرفت.

رقية مضحكة


ودخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان، فوجده يتأوه، فقال يا أمير المؤمنين: لو أدخلت عليك من يؤنسك بأحاديث العرب ويباسطك استرحت؟ فقال: لست بصاحب لهو، فقال: ما الذي تشكوه يا أمير المؤمنين؟ قال: هاج بي عرق النسا في ليلتي هذه، فبلغ مني ما ترى، فقال: إن بديحاً مولاي أرقى الخلق منه، فأمر بإحضاره، فلما مثل بين يديه قال عبد الملك: يا بديح أرق رجلي، فقال يا مولاي أنا أرقى الناس لها، ثم وضع يده عليها، وجعل يقول ما لا يسمع، فقال عبد الملك: قد وجدت راحة بهذه الرقية، أين فلانة ائتوني بها تكتبها لئلا يهيج بي الوجع بالليل، فقال له بديح: الطلاق يلزمه ما أكتبها إلا بتعجيل جائزتي، فأمر له بأربعة آلاف درهم، فقال يا أمير المؤمنين: الطلاق يلزمه ما أكتبها حتى تحمل جائزتي إلى بيتي، قال: تحمل، فحملت، فقال: يا أمير المؤمنين الطلاق يلزمه، ما رقيت رجلك إلا مباسطة بقول نصيب حيث قال:

ألا إن ليلى العامرية أصبحت ... على البعد مني ذنب غيري تنقم

فقال: ويلك ما تقول. فقال: الطلاق يلزمه ما رقيتك إلا بها، فقال: اكتمها علي، فقال: كيف، وقد سارت بها الركبان إلى أخيك بمصر، فضحك حتى فحص برجليه،وأعجبه هذا البسط،

نوادر المؤذنين



قيل لمؤذن: ما نسمع أذانك، فلو رفعت صوتك، فقال: إني أسمع صوتي من مسيرة ميل.

 وقال بعضهم: رأيت مؤذناً أذن ثم غدا يهرول، فقلت له: إلى أين؟ فقال: أحب أن أسمع أذاني أين بلغ؟. 

وسمع مؤذن حمص يقول في سحور رمضان: تسحروا قد أمرتكم وعجلوا في أكلكم قبل أن أؤذن، فيسخم الله وجوهكم.

 وشوهد مؤذن يؤذن من رقعة. فقيل له: أما تحفظ الأذان؟ فقال: سلوا القاضي، فأتوه، فقالوا: السلام عليكم، فأخرج دفتراً وصحيفة وقال: وعليكم، فعذروا المؤذن. 


الجاحظ والمعلمون


وحكي عن الجاحظ أنه قال: ألفت كتاباً في نوادر المعلمين، وما هم عليه من التغفل، ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع ذلك، فدخلت يوماً مدينة، فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة، فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده، وباحثته في القرآن، فإذا هو ماهر فيه، ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب، فإذا هو كامل الآداب، فقلت هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب.
قال: فكنت أختلف إليه وأزوره، فجئت يوماً لزيارته، فإذا بالكتّاب مغلق ولم أجده، فسألت عنه، فقيل: مات، فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء، فذهبت إلى بيته وطرقت الباب، فخرجت إلي جارية، وقالت: ما تريد. قلت سيدك، فدخلت، وخرجت، وقالت: باسم الله، فدخلت إليه، وإذا به جالس، فقلت عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة كل نفس ذائقة الموت، فعليك بالصبر، ثم قلت له: هذا الذي توفي ولدك. قال لا، قلت: فوالدك، قال لا، قلت أخاك. قال لا، قلت فزوجتك. قال لا، فقلت وما هو منك. قال حبيبتي. فقلت في نفسي هذه أول المناحس. فقلت سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها، فقال. أتظن أني رأيتها؟ قلت وهذه منحسة ثانية، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر؟ فقال: اعلم إني كنت جالساً في هذا المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول:

يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ... ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به ... فكيف يلعب بالإنسان إنسانا

فقلت في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها، ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها، فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول:

لقد ذهب الحمار بأم عمرو ... فلا رجعت ولا رجع الحمار

فعلمت أنها ماتت، فحزنت عليها، وأغلقت المكتب وجلست في الدار، فقلت: يا هذا إني كنت ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين، وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه والآن قد قويت عزمي على إبقائه وأول ما أبدأ أبدأ بك إن شاء الله تعالى.

من نوادر النحاة


 وقع نحوي في كنيف، فجاء كنّاس ليخرجه، فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم لا، فقال له النحوي: اطلب لي حبلا دقيقاً وشدني شداً وثيقاً واجذبني جذباً رفيقاً، فقال الكناس: امرأته طالق إن أخرجتك منه، ثم تركه وانصرف.

 وكان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه. فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت، فاجتمع عليه أولاده، وقالوا له: ندعو لك فلاناً أخانا، قال: لا إن جاءني قتلني، فقالوا: نحن نوصيه أن لا يتكلم، فدعوه، فلما دخل عليه قال له يا أبت: قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتفوز من النار، يا أبت: والله ما أشغلني عنك إلا فلان، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج فصاح أبوه غمضوني، فقد سبق ملك الموت إلى قبض روحي.


وجاء نحوي يعود مريضاً، فطرق بابه، فخرج إليه ولده فقال: كيف وجدت أباك؟ قال: يا عم ورمت رجليه، قال: لا تلحن قل رجلاه، ثم ماذا؟ قال: ثم وصل الورم إلى ركبتاه. قال: لا تلحن قل إلى ركبتيه. ثم ماذا؟ قال: مات وأدخله الله في عيالك وعيال سيبويه ونفطويه وجحشويه.


 وعاد بعضهم نحوياً، فقال: ما الذي تشكوه؟ قال: حمى جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية، فقال له: لا شفاك الله بعافية يا ليتها كانت القاضية.

أشعب وسالم بن عبدالله

كان أشعب الطّمع كثير الإلمام بسالم بن عبد اللّه بن عمر ، فأتاه يوماً وهو في حائط مع أهله ، فمنعه البواب من الدخول عليه من أجل عياله ، وقال : إنّهم يأكلون. فمال عن الباب ، وتسوّر عليهم الحائط ، فلمّا رآه سالم ، قال : سبحان اللّه يا أشعب! على عيالي وبناتي تتسوّر. فقال له " لقد علمت مالنا في بناتك من حقّ ، وإنك لتعلم ما نريد "