إعلان

الأحد، 9 سبتمبر 2018

وصية طفيلي

كتب أحد شيوخ الطفيليين وصية لأصحاب التطفُّل من بعده، فقال:
هذا كتاب من فلان في صحةٍ من فهمه، وسقم من جسمه، وضعفٍ من عزمه، وأسفٍ على هضمه، عند آخر ساعةٍ من ساعات دنياه وأول وقت من أوقات أخراه، إلى جماعة الأكلة، ذوي النهم المتطفلين وأولي الطواحين الدائرة والشهوات الثائرة والأشداق الفسيحة والمبالغ الصحيحة.

أما بعـد:
فإني رأيت أهل هذه الصناعة قد قلّوا، ومُحصِّوا حتى ذلّوا فلم يبق لهم ذِكْرٌ إلا خمل، ولا نجمٌ إلا أفل، ولا علمٌ إلا فُقد، ولا نهِمٌ إلا أُتخم واستُشهد.
ونحن ننطق في كتابنا هذا إليكم بلسان الشّره الـمُليم، ونستمد لكم التوفيق من شيطان الـمعدة الرجيم.
فأول ما أفهمكم إياه وأُنفعكم معناه، معاشر الإخوان ورُفقاء الـمائدة والخوان: أن تعلموا أن من صَفُق وجهه رقَّ عيشه، ومن سعت قدمه طاب مطعمه.
وهذه وصيةٌ نبذتُ إليكم حكمها وفرضتُ عليكم تعلّمها: إنَّّ للطعام اغتنامات، وللتأخير آفات، فتخيروا من المواضع أفسحها ومن المجالس أفيحها، لتكون مِعدكم مطمئنة هادئة وأيديكم ذاهبة جائية، فلا يتعذر عليكم تناول ما قرُب من الأطعمة إليكم. وكونوا لذوات الـمرق إخواناً، فإنَّ لها أنواعاً من الطعوم وألواناً. وبادروا الحلواء ساعة طلوعها من جاماتها كالبدور في هالاتها. ولا تستقلوا في نيل إرادتكم، فطالـما خاصمتُ وخُوصمت، وزاحمت وزُوحمت، وصادمت وصُودمت ولاكمت ولُوكمت، حتى صلع رأسي وعمشت عيني.. به أوصيكم يا جماعة الأوداء والإخوان والله خليفتي على فكوككم القوية ومعدكم النارية. كتب يوم عيد النحر، ساعة توزيع لحم الأضحيات ووقت إدراك الهرائس.. وهو حسبي ونعم الوكيل!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق