قيل: جلس نحوي إلى جانب واعظ، فلحن الواعظ فقال له النحوي: أخطأت ولحنت!! فقال الواعظ بديهة: أيها المعربُ في أقواله، اللاحن في أفعاله، لأجل ضمةٍ رُفعتْ، وفتحةٍ نُصبتْ، وجرّةٍ خُفضتْ، وجزمةٍ جُزمت، هلاّ رفعت إلى الله يدك في جميع الحاجات، ونصبت بين عينيك ذكر الممات، وخفضت نفسك عن اتباع الشهوات، وجزمتها على ترك المحرمات. أما علمت أنه لا يقال لك يوم القيامة لِـمَ لا كنت فصيحاً معرباً، بل يقال لك لِـمَ كنت عاصياً مذنباً؟ ولو كان الأمر كما ذكرت لكان هارون أحق بالخلافة من موسى، إذ قال الله إخباراً عنه: (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا) [القصص/34].
فجعل الرسالة في موسى لثبات جنانه، لا لفصاحة لسانه.
وأنشأ يقول:
وجاهلٍ في الفعال ذي زللِ...
حتى إذا قال قولـه وزَنَهْ
قال وقد أعجبته لفظته...
تيهاً وعُجباً أخطأت يا لحنهْ
فقلت أخطـأ الذي يقوم غداً...
ولا يـرى في كتــابه حسَنَهْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق