إعلان

الجمعة، 21 يوليو 2017

القاضي النبيه


كان بواسط قاضٍ مشهور بالدين والذكاء، فجاءه رجل استودع بعض الشهود كيسًا مختومًا، ذكر أن فيه ألف دينار. فلما حصل الكيس عنده وطالت غيبة المُودِع ظن أنه قد مات، فهمَّ بإنفاق المال، وخَشِيَ من مجيء صاحبه ففتق الكيس من أسفله، وأخذ الدنانير، وجعل مكانها دراهم، وأعاد الخياطة كما كانت، فَقُدِّرَ أن الرجل حضر إلى واسط، وطلب الشاهد بوديعته، فأعطاه الكيس بختمه، فلما حصل في منزله فض ختمه، فإذا في الكيس دراهم، فرجع إلى الشاهد وقال له: اردد عليَّ مالي، فإني أودعتك دنانير، والذي وجدت دراهم، فأنكر. فاستدعى عليه القاضيالمتقدم ذكره، فلما حضرا بين يديه قال القاضي للمستودَع: منذ كم أودعك الكيس؟ قال: منذ خمس عشرة سنة. فقال الرجل لصاحب الكيس: أحضر لي الدراهم، فأحضرها. فقال الرجل للشهود: اعتبروا تواريخ الدراهم. فقرأوا سككها، فإذا منها ما له سنتان وثلاث سنين ونحو ذلك، فأمره أن يدفع له الدنانير فدفعها، وأطاف القاضي به البلد وأسقطه.

هناك تعليق واحد: