روي أن المأمون خرج منفردا فلقي أعرابيا فقال: ما أقدمك؟ قال الرجاء من الخليفة، وقد قلت أبياتا أستمطر بها فضله.
قال: أنشدنيها. قال: يا ركيك أويحسن أن أنشدك ما أُنشد الملوك؟ وبينما هو كذلك إذ أحدقت الخيل بهما وسلموا على المأمون
بالخلافة فعلم الأعرابي أنه قد وقع، فقال: يا أمير المؤمنين؛ أتحفظ شيئا من لغات اليمن قال: نعم، قال: من يبدل القاف كافا؟
قال: بنو الحارث بن كعب. قال: قبحها الله من لغة لا أعود إليها بعد اليوم فضحك المأمون.
ظاهرة قلب القاف كافا من الظواهر اللهجية القديمة التي ما زالت تسمع في مجتمعاتنا العربية المعاصرة،
ففي أوساط النساء في مصر نسمع إحداهن تقول أنا ركيكة وتعني رقيقة وتقول الكاهرة والكرآن والمقصود القاهرة والقرآن، وتشيع ظاهرة قلب القاف كافا في بعض مناطق الأردن وفلسطين فيقولون (أكول) بدلا من (أقول)
وهذا الإعرابي كان واعيا لظاهرة الإبدال التي وجد فيها مخرجا ينجيه من الحرج الذي وقع فيه مع المأمون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق