قال
الأصمعي لأعرابي: هل تعرف شيئاً من الشعر أو ترويه؟! فقال: كيف لا أقول الشعر وأنا
أمه وأبوه، فقلت له عندي قافية تحتاج إلى غطاء. فقال : هات ما عندك. يقول الأصمعي:
فغطست في بحور الشعر ، فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة، فقلت:
قـومٌ بنجدٍ قد عهدناهمٌ
|
|
ســقاهـمُ
الله من النَّـوْ
|
فقلت:
أتدري النَّو ماذا؟! فقال:
نَوٌّ تلألأ
في دجـا ليلـةٍ
|
|
وحالكـةٍ
مظلمـةٍ لـــوْ
|
فقلت:
لو ماذا؟! قال:
لو سار فيها فارسٌ لانثنى
|
|
على بساط
الأرض منطـوْ
|
فقلت:
منطو ماذا؟! قال:
منطوي الكشح هضيم الحشا كالباز ينقض من الجو
فقلت: الجو ماذا؟! قال:
جَوُّ السما والريح تعلو به
|
|
اشتمَّ ريح
الأرض فاعـلوْ
|
فقلت:
فاعلو ماذا؟! قال:
فاعلو لما عيل من صبره
|
|
فصار نجـوى
القوم ينعوْ
|
فقلت:
ينعو ماذا؟! قال:
ينعو رجالاً للفنا شُرِّعت
|
|
كفيت ما لا قو
وما يلقـوْ
|
يقول
الأصمعي: فعلمت أنه لا شيء بعد الفناء، ولكن أردت أن أثقل عليه.
فقلت
له: ويلقو ماذا؟! قال:
إن كنت ما تفهمُ
ما قلته فأنت عنـدي رجـل بَوْ
فقلت له: بَوْ
ماذا؟! قال:
البَوْ سلخٌ قد
حُشي جلده يا ألف قـرنان تقوم أوْ
فقلت له: أوْ.
ماذا؟! قال:
أوْ أضرب الرأس
بصوّانةٍ تقـول في ضربتها قَوْ
يقول الأصمعي:
فخفت أن أقول له: قو ماذا؟! فيضربني، ويُكمل
البيت!! فَسَكَتُّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق