إعلان

الجمعة، 15 يوليو 2016

الأصمعي والأعرابي

قال الأصمعي لأعرابي: هل تعرف شيئاً من الشعر أو ترويه؟! فقال: كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه، فقلت له عندي قافية تحتاج إلى غطاء. فقال : هات ما عندك. يقول الأصمعي: فغطست في بحور الشعر ، فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة، فقلت:

 قـومٌ بنجدٍ قد عهدناهمٌ

ســقاهـمُ الله من النَّـوْ

فقلت: أتدري النَّو ماذا؟! فقال:

نَوٌّ تلألأ في دجـا ليلـةٍ

وحالكـةٍ مظلمـةٍ لـــوْ

فقلت: لو ماذا؟! قال:

 لو سار فيها فارسٌ لانثنى

على بساط الأرض منطـوْ

فقلت: منطو ماذا؟! قال:

منطوي الكشح هضيم الحشا      كالباز ينقض من الجو

فقلت: الجو ماذا؟! قال:     
 
 جَوُّ السما والريح تعلو به

اشتمَّ ريح الأرض فاعـلوْ

فقلت: فاعلو ماذا؟! قال:

 فاعلو لما عيل من صبره

فصار نجـوى القوم ينعوْ

فقلت: ينعو ماذا؟! قال:

 ينعو رجالاً للفنا شُرِّعت

كفيت ما لا قو وما يلقـوْ

يقول الأصمعي: فعلمت أنه لا شيء بعد الفناء، ولكن أردت أن أثقل عليه.

فقلت له: ويلقو ماذا؟! قال:

إن كنت ما تفهمُ ما قلته               فأنت عنـدي رجـل بَوْ

فقلت له: بَوْ ماذا؟! قال:

البَوْ سلخٌ قد حُشي جلده                يا ألف قـرنان تقوم أوْ

فقلت له: أوْ. ماذا؟! قال:

أوْ أضرب الرأس بصوّانةٍ             تقـول في ضربتها قَوْ

يقول الأصمعي: فخفت أن أقول له: قو ماذا؟! فيضربني، ويُكمل البيت!! فَسَكَتُّ.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق